الأحد، يناير 03، 2010

خواطر حول النموذج الاقتصادي للويب 2.0 -- 1

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...
[صورة من ويكيبيديا]

فهذه بعض الخواطر حول النموذج الاقتصادي للويب 2.0, لم أستقص فيها كل أساليب الربح عبر الويب و لكني اخترت منها ما أُراه أهمها. و قد استفدت كثيرا من كتاب Internet & World Wide Web How to Program, 4/e خاصة الفصل الثالث, و هو متوفر مجانا هنا. و الكتاب بالجملة جيد أنصح بقراءته.
فإلى الخواطر...
1- التجارة الإكترونية eCommerce:
- لم تزل التجارة الإلكترونية (بيع و شراء المنتجات و الخدمات عبر الويب) موجودة منذ اختراع الويب, لكن ما أضافته الويب 2.0 هو أن التجارة الأكثر ربحية على الويب هي تلك التي اعتمدت سياسة "الذيل الطويل "The Long Tail". لا أدري بالضبط سبب تسميتها كذلك لكنها تعني المثل الذي كنا نسمعه و نحن صغار "بع رخيصا, تبع كثيرا, تكسب أكثر". أي أنك إن استطعت أن تنتج منتجا قليل التكاليف, و تبيع منه أعدادا كبيرة بسعر زهيد, فهذا قد يكون أفضل من أن تنتج منتجا كبيرا و تبيع منه أعدادا قليلة بسعر مرتفع.
- و ساعد على تقليل التكاليف تقليل عدد الوسطاء بين البائع و المشتري, و استخدام تقنيات المصادر المفتوحة open source في إنتاج البرمجيات مثلا و غيرها من السياسات. أما التسويق للمنتجات فقد ساعد عليها الشبكات الاجتماعية Social networks التي هي من أهم مظاهر الويب 2.0.
- و من أشهر الأمثلة على ذلك برامج الآي فون iPhone حيث صرنا نسمع عن برامج لا يتجاوز سعرها بضع سنتات!
2- الإعلانات Advertisement:
- أصبح اقتصاد الإعلانات ضخما بعدما أشعلت أواره (ناره) تقنيات محركات البحث الحديثة, فبعد أن كانت إعلانات الويب بدائية و لا تتعدى أن تستأجر الشركة التي تريد الإعلان عن نفسها (أو بعض وكالات الإعلان) المساحات الإعلانية في المواقع الأخرى, تتطورت وسائل الإعلان و صارت هناك إعلانات متوافقة مع النص contextual advertising كالتي تتيحها "جوجل آد سنس Google AdSense", و "إعلانات داخل المحتوى in-text contextual advertising" بوضع خطين تحت بعضِ الكلمات في الصفحة, و إذا أمر المستخدمُ المؤشرَ على إحداها تتحول إلى شاشة صغيرة بها إعلان فيه وصلة لموقع آخر, و هذه تفعلها "فيبرانت ميديا Vibrant Media". كما صار هناك "إعلانات بينية interstitial ad" تظهر أثناء التنقل بين الصفحات كالتي تتيحها "دابل كليك DoubleClick", بل و صارت هناك إعلانات في تلقيمات الآر إس إس كالتي تستخدمها ياهوو Yahoo! Search Marketing.
- هذا عما تقدمه شركات الدعاية و الإعلان, أما عن أصحاب المواقع مبتغي الربح بوضع الإعلانات في مواقعهم, فهناك عدة طرق لدرّ الأرباح, منها تأجير مساحة إعلانية في مواقعهم لبضعة أشهر مقابل أجر ثابت, و هذه تسمى إعلانات رؤوس الصفحات Banner Ad و هي الطريقة التقليدية, أو تضع الإعلان في الموقع و تحصل على أجر مقابل كل ضغطة على الإعلان cost-per-click و هذه تتيحها غوغل Google, أو تحصل على أجر أو نسبة من الربح من الإعلان مقابل كل ضغطة يتبعها فعل (شراء, تسجيل, ...إلخ) cost-per-action و هذه تتيحها أمازون Amazon. و قد يكون العائد مقابل آلاف مرات عرض الإعلان cost-per-thousand impressions, بغض النظر عن مرات الضغط على الإعلان أو اتخاذ فعل, و هذه تفعلها دابل كليك DoubleClick.
- و للتنسيق لهذه الإعلانات, هناك بعض شركات الدعاية و الإعلان تتبادل الإعلانات فيما بينها advertising exchange,
كما أن هناك شبكات تنسق بين المعلنين و أصحاب المواقع affiliate networks. هذا فضلا عن مزادات الإنترنت (كإي باي eBay) و إعلانات الإنترنت المبوبة (ككريغزليست Craigslist).
- بقيت ملاحظة واحدة, و هي ضرورة مراجعة الضوابط الشرعية للاشتراك في برنامج جوجل ادسنس, و هي الفتوى التي نقلتها من قبل عن موقع الإسلام سؤال و جواب.
3- السمسرة أو الوساطة:
- و هذه النقطة فرع عن النقطة الأولى, فقد ذكرنا من قبل أن من أسباب ازدهار التجارة الإلكترونية تقليل التكاليف, و من أسباب تقليل التكاليف تقليل أو إلغاء الوسطاء. لكن الذي حدث هنا أن الوسطاء اتبعوا أيضا سياسة الذيل الطويل! فصرات عمولاتهم صغيرا جدا على كل حركة سمسرة, لكن العمليات التي يتوسطون فيها كثيرة, فحققوا من ذلك أرباحا وفيرة.
- من أمثلة هذه الأعمال: أسواق التعهيد outsourcing marketplaces لربط أصحاب الأعمال بمن يقوم بتنفيذها له مقابل بعض الرسوم. و مثل هذا تقوم به "إي لانس Elance". و مواقع التوظيف recruitment sites: لربط أصحاب الأعمال بالباحثين عن عمل مقابل رسوم, مثل موقع مونستر Monster. و شركات تأمين نقل الأموال في التجارة الإلكترونية مثل باي بال PayPal و غوغل تشيك أوت Google Checkout. و مواقع تنظيم الرحلات travel site التي تتيح للمستخدم استئجار الفنادق, و حجز تذاكر السفر, و استئجار السيارات ... إلخ. و من أمثلة هذه المواقع إكسبيديا Expedia.
4- العرب و ويب 2,0:
- سوق المحتوى العربي لما ينضج بعد, بل ويشكو الكثير من أصحاب المدونات و المواقع العربية من ضعف أرباح مواقعهم إذا ما قورنت بأرباح مواقع أخرى لهم باللغة الإنجليزية! و أسباب ذلك كثيرة - ليس هذا محل ذكرها - لكن ما ينبغي التأكيد عليه هو أن ذلك ليس له أدنى علاقة باللغة العربية - حماها الله - لكن هذا يرجع إلى السوق العربية و ثقافة العرب على الويب. و لعلنا نفصل هذه النقطة في تدوينة لاحقة إن شاء الله و قدر... و السلام.

ليست هناك تعليقات: