الثلاثاء، يونيو 22، 2010

الخديوي عباس الأول- رحمه الله-

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...
فمن الذين شُوهت صورهم في تاريخنا: الخديوي عباس الأول-رحمه الله- فقد وُصف عصره بأنه رجعية و نعت شخصه بالظلم و الطغيان...و كيل له الذم كيلا. و الحق أنه رجل صالح, و هذه ترجمة موجزة له - رحمه الله-
فهو عباس بن طوسون بن محمد علي, ثالث الولاة من أسرة محمد علي بمصر, ولد بجُدة, و نشأ بمصر, و تولى الحكم بعد وفاة عمه إبراهيم باشا في أواخر سنة 1264هـ, و كان شديد البغض للأوروبيين حذرا من دسائسهم, أنجد الترك العثمانيين بخمسة عشر ألف مقاتل في حربهم مع الروس, المعروفة, بحرب القرم...
و في أيامه نُفي السحرة و الدجالون و المشعوذون إلى السودان, و قد قتل بقصره في بنها سنة (1270 هـ, 1845م) - رحمه الله تعالى -.
و قد تربى تربية دينية شرقية, و عُرف عنه بغضه للفرنساويين, بلغ به الأمر إلى أن عمل على إيقاف إيفاد البعثات إلى فرنسا, و اتخذه الأوروبيون عموما - و لا سيما فرنسا - التي كانت تعرف بغضه لها - هدفا لسهامهم.
و لذلك يقول عنه بروكلمان: "إنه كان مسلما متعصبا يزدري التربية الأوروبية ازدراءا بعيدا" و يتهمه بأنه كان طاغية, و الحق أنه كان متدينا تقيا.
و مما يدل على تدينه أنه كان الوحيد من أولاد "محمد علي" الذي كان يتردد إلى المساجد في شهر رمضان لاستماع الدروس و المواعظ الدينية, و في أيامه لم يكن أحد يستطيع أن يسير في الشوارع وقت الصلاة و إلا تعرض لسياط "الشاويشية" الأتراك, جنود عباس, و فيما عدا عباسا كان أبناء "محمد علي" جميعا يميلون إلى أبيهم "محمد علي الكبير" و يتبعون سياسته في الحكم مائلين إلى الغرب. ا.هـ بتصرف نقلا عن "خواطر حول الوهابية" للشيخ محمد إسماعيل المقدم - حفظه الله-

نبأ سقط من ذاكرة التاريخ...الوهابيون يعبرون البحر لنصرة المصريين ضد حملتي نابليون و فريزر

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد...
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - حفظه الله - في كتابه "خواطر حول الوهابية":
يقول الأستاذ محمد جلال كشك: (هناك نقطة نريد أن نتوقف عندها قليلا, و إن كان جميع المؤرخين قد تفادوها بحسن نية و براعة يحسدون عليهما..! ألا و هي موقف السعوديين من الغزو الفرنسي لمصر... لماذا لم يساعدوا الدولة العثمانية, أو الشعب المصري في مقاومته للاحتلال الفرنسي؟ و هذه هي أول حملة صليبية في العصر الحديث, و أول احتلال سافر من الاستعمار الأوروبي, و مقاومة باسلة من بلد عربي...هي مصر عُشٌّ العلماء كما يسميها الشيخ محمد بن عبد الوهاب...
لنبدأ بالحملة الفرنسية على مصر... التي دامت من عام 1798 إلى 1801, و في تلك الفترة كان الأشراف يشكلون حاجزا بين الدولة السعودية و المقاومة في مصر, و ذلك بسيطرتهم على الحجاز.
و لكن جماهير المسلمين في الجزيرة اشتركت على نحو بارز في دعم المقاومة المصرية للاحتلال الفرنسي رغم إرادة الأشراف, و رغم علاقتهم الطيبة مع الفرنسيين, ... قال هيرولد: "كان أرهب إمداد وصل للمماليك, هم المقاتلون القادمون من الحجاز, الذين عبروا البحر الأحمر بالألوف, و قد تبين أن كثيرا منهم من الحجاج المغاربة, ولكن أكثرهم - و أشدهم تعصبا بالطبع - عرب خُلّص من شبه الجزيرة").
يقول الأستاذ أحمد رائف في "الدولة السعودية":
(وقد رأيناهم - أي السعوديين - يدافعون مع المصريين ضد الفرنسيين إبان الحملة الفرنسية في سبيل الإسلام, و رأيناهم مرة أخرى على أسوار رشيد يدافعون ضد حملة فريزر الإنجليزية عام 1807م, حتى منعهم و غيرهم باشا مصر, و أفهمهم أن حق الحرب و القتال و الدفاع ليس مباحا لأي أحد, بل هو خالص للأتراك و الأرناؤوط...إلخ) . ا.هـ. نقلا عن "خواطر حول الوهابية.