الأحد، يوليو 22، 2007

هذه المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين و بعد...
من أكثر الكتب التي أثرت فيّ كتاب ((علو الهمة)) لمؤلفه الشيخ الدكتور/محمد إسماعيل المقدم, و قد استهل المؤلف - حفظه الله - كتابه الرائع بهذه المقدمة البليغة:
(في قرن و بعض قرن, وثب المسلمون وثبة ملأوا بها الأرض قوة و بأسا, و حكمة و علما, و نورا و هداية, فراضوا الأمم, و هاضوا الممالك, و ركزوا ألويتهم في قلب أسيا, و هامات أفريقية, و أطراف أوربة, و تركوا دينهم, و شرعتهم, و لغتهم, و علمهم, و أدبهم, تدين لها القلوب, و تتقلب بها الألسنة, و تحقق فيهم الأنموذج الفريد, و المثال الأعلى للبشرية باعتبارهم ((خير أمة أخرجت للناس)), بعد أن كانوا فرائق بددا, لا نظام, و لا قوام, و لا علم, و لا شريعة.
لقد قطع المسلمون تلك المرحلة التي سهم لها الدهر. و وجم لروعتها التاريخ, و هم يعرفون معالم طريق المجد, و نهج سعادة الدارين, و أمعنوا بكل ثقة في هذا السبيل مدفوعين بطاقة خارقة, و قوة دافعة, كانوا إذن يدركون بكل دقة معالم الطريق كأن معهم ((خارطة)) مفصلة أودعوها ((قوتهم العلمية)), و كان الوقود الذي يتزودون به لبلوغ غايتهم هو ((قوتهم العملية)), و لا حول و لا قوة إلا بالله).
فلما قارنت بين هذا الكلام و بين واقع أمتي الآن, هالني ما رأيت من انحسار أمتي و انكسارها و تأخرها عن موقعها الذي اختاره الله - تعالى - لها, و هو قيادة البشرية الحائرة. و لم تزل المحن تتوالى على أمتي و أنا ساكن في مكاني, لا أدري ماذا أفعل, إلى أن وقع في يدي كتاب طريف بعنوان ((30 طريقة لخدمة الدين)) لمؤلفه / رضا صمدي, و كان مما جاء في هذا الكتاب:
(أجدر بدعاتنا بل بكل شبابنا الغيور ممن أوتي بسطة في العلم و الاطلاع على تقنيات العصر أن يستنفرهم حب البذل للدين, و ليقدموا لأمتهم ما يقض مضاجع الكافرين و يشفي الله به صدور قوم مؤمنين).
أمَا و قد منّ الله عليّ بشيء من العلم (فأنا مهندس حاسبات) فلا أري إلا أن هذا الكلام موجه إليّ. و كنت أعلل نفسي فيما مضى بأن الوقت لا يتسع, فأنا دائما مشغول, و لمّا يأذن الله سأبدأ في خدمة ديني. ثم ظهرت موجة ((التدوين)) فلم أرَ إلا أن حجج الله تزداد علي, فليس عليّ أن أشغل نفسي بتنظيم ما أكتب في ((موقع جميل)) إنما أنا سأكتب و ((هم)) ينظمون لي!
فأجمعت أمري و لم يكن عليّ غمة, على أن أبدأ في تدوين بعض ما آتاني الله من العلم في تخصصي (الكمبيوتر عموما, و البرمجة خصوصا). إضافة إلى أشياء أخرى تخطر ببالي, أو أعثر عليها هنا أو هناك مما ليس له علاقة بتخصصي و لكن أظن فيه نفعا.
* هذه المدونة:
و قد سميت هذه المدونة ((نهضة)) لأني أرجو أن أكتب فيها ما ينفع الله به أمتي فـ ((تنهض)) من جديد.
ثم بدا لي أن أجعل الـ ((ض)) مفصولة عن كلمة ((نهضة)) إشارة إلى اللغة العربية, لغة الضاد. و أردت بذلك الإشارة إلى هويتنا العربية من ناحية, و إلى لغة هذه المدونة الأساسية من ناحية أخرى. و إنما قلت اللغة الأساسية لأني قد أكتب بالإنكليزية أو حتى بالعامية, إضافة إلى اللغة العربية, لكن سأحرص على أن يكون أكثر ما أكتب بالعربية - إن شاء الله.
و لما كان ((الرائد)) من يتقدم القوم يبصر لهم الكلأ و مساقط الغيث.[كما في المعجم الوجيز] فاخترت هذا اسما مستعارا لي, أتمنى بذلك أن أبصر لقومي دروب النهضة, و أرجو أن أكون ممن لا يكذب أهله.
ثم جعلت وصف و شعار هذه المدونة ما نقلته آنفا عن كتاب ((30 طريقة لخدمة الدين)) عسى أن يقرأها من في قلبه غيرة على الإسلام, فـ ((ينهض)) للبذل في سبيل الله, فلرُب مبلَّغ أوعى من سامع.
هذا, و ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت, و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.

هناك تعليقان (2):

أبو عمار يقول...

أسعدني فكرك و جهدك..

و أبهجني أن صدّرت كلامك بعد ذكر الله و الصلاة على نبيه باقتباسك من كلام العلماء الربانيين.

بارك الله لك و رفعك و أعزك و أعز بك الإسلام، و لا حرمنا أجرك.

امض على بركة الله

Sameh Deabes يقول...

جزاك الله خيرا يا أبا عمار