السبت، يناير 14، 2012

فَلَنا وربِّك للحُروفِ قَدَاسةٌ -- نوري الوائلي

هل زج في الأمل القنوط سقاما *** وانساب في وهج الدما آلاما
هل أشبع القلب الأنين مواجعا
*** واستل من عزم الكرام زماما
وأحال رفض الطامحين تخاذلا
*** وأغتال في صدر الغزاة هماما
هل بات يفرع في الصخور وجدوها
*** شوك يؤل في الصدى أنغاما
كلا فعزم الشامخين إلى العلا
*** يبقى لدرب لصابرين إماما
لن تستكين إلى المواجع أنفس
*** عزمت بأن تعلو القفار غماما
عزمت بأن تهب الحياة شواهدا
*** وتظل في أرض الوغي أعلاما
هذه المحابر قد أجاد نباحها
*** لغوا يجاهر في العقول فصاما
ملأت فضاءات التواصل ألسن
*** صبغت معايبها الحياة ظلاما
قد زاغت الأقلام حين نباتها
*** يمتص من بحر الذري أوهاما
قد خاب من باع الحروف لعالم
*** يضني التقاة ويرفع الأبراما
لا تتركن محابرآ قد ألهبت
*** نهج الكرام حماسة و هياما
لا تجعلوا لليأس من فرط الأذى
*** سوطا يقصر للردى الأعواما
الصابرون على المصائب إنما
*** من صبرهم يأتي الرجا إكراما
عجبا لآهات الزمان فمالها
*** غير التقاة صحابة وخصاما
لا تغرق السفن الرياح إذا غدت
*** فيها الصوارم للتقاة مقاما
سيظل صوت الصادقين مدويا
*** ويزيح عن وجه النفاق لثاما
فلن تجف عن العطاء نحورنا
*** أو أن تعيب عقولنا لأقلاما
مند الطفولة نستقي فإذا بنا
*** نستدرك الأفعال والأحكاما
إن قال ناقص ما يشتهي
*** فكلامه يعلوبنا الأجراما
فلنا وربك للحروف قداسة
*** لا نبتغي من نظمها الأهراما
بل نبتغي لطف الجليل بحرفنا
*** فرضاؤه عنا هدى وسلاما
ما أقصر الدنيا وفي أعناقنا
*** همم يطارحها الفلاح غراما
ما مات حرف للسماء معنون *** بل مات سفر ينشد الآثاما
سيطل في كون الخلود لساننا
*** رطبا نديا يختم الأختاما
سنظل فرسانا لكل ملمة
*** كونا نفيض مودة و وئاما
فلنا الكلام وإن تسد شفاهنا
*** ولا سمنا يغدو الأثير كلاما
لا تحتوينا في المصائب جفلة
*** فيقيننا قد صاغها أحلاما
لم تبخل الدنيا علينا كربها
*** فسقتنا في حلو الشراب سماما
القلب يصمت والأنامل نبضها
*** يبقى صريرآ يوقط النياما
فرض على أهل الهدى أن يكتبوا
*** للحق فأسآ تكسر الأصناما
لا توقف الحبر المواجع إنما
*** من عسرها صاغ الفؤاد سهاما
لا يسبق الصبر البلاء وإنما
*** الصبر يسبق في الردى الإقداما